يا مسهرني


 اهلاً صديقي ، 

انا طارق ،

وقد اشتقت للحديث معك ومعي ، 

مرت فترة منذ جلسنا سوياً نكتب ،

سألتني اليوم صديقتي السيدة ياء عن جديد لكتاباتي ،

ألا أنني وفي ظل تلك الدوامة أشعر بأنني لا اجد فرصة للحديث معك هذه الايام ، 

ربما لذلك أجرب الكتابة الان بمحاولتي تلك لكتابة فقط ما أشعر به ،


اكتشف ان معظم كتاباتي لم أتي بها، بل تأتي هي إلي،

تحاصرني فجأة صارخة بالخروج، تُيقظني من نومي أحيانًا 

و تقف بي انا وشويكار علي جانب الطريق أحياناً أخري،


ابحث عن طريق، عن خيط امسكه لأصل إلي نفسي مرة اخري،


شارع ضيق، روائح متداخلة بين البخور و ندي الصباح الماطر مع رائحة هواء الإسكندرية المميزة باليود ،

اهلاً بك صديقي القارئ ، 

نحن في ما تسمي بزنقة الستات في المنشية ، 


أصوات صباح يوم الجمعة دائماً مختلطة مثل أي صباح هناك إلا انها في اختلاطها تخلق في قلبي السكينة ،

ربما هو فضل يوم الجمعة هو من يعطيها تلك السكينة،

أسمع تجهيزات المحلات بين اصوات اطباق الفول تستعد لتُصبح علي العاملين بلقمة العيش التي تسندهم إلي نهاية اليوم بعد صلاة المغرب ،

صوت ولاعات السجائر و المعالق تدور في اكواب الشاي.  


في منتصف اليوم دائمًا ما يُدهشني كيف اذوب بين الجموع ، 

ربما هذه هي سيكولوجية الجماهير ،

فالجميع يقتسم معك المسئولية حتي تكاد تنزعها عنك وتصبح حر بدون خوف من العواقب،

والجماهير أيضاً تضيف لك تلك القوة في عزوتها حولك، 

بالاضافة الي العدوي الجماهيرية لفكرة او شعور ما التي تتحول كرة ثلج في نهاية النقاش والوصول الي قرار جماهيري ما وهو ان تفطر المحلات كلها من قدرة فول واحدة كل جمعة.


في المساء ، انا الان جالس في مقهي عم عبده المواجه للبحر ،

أحببته لحبه لأم كلثوم كيف يقدس مثلي إذاعة الاغاني في

الساعة الحادية عشر ليترك كل شئ ويجلس ليستمع معي 

مناولاً لي كوب القهوة والسيجارة لتبدأ محبوبتي برد شوقي إليها  

" ماخطرتش على بالك يوم، تسأل عني؟ "

تعليقات