سجادة صلاتي

 






في الرابعة فجراً 

فوق سطح منزلنا المتواضع المكون من طابقين اجلس فوق السطح أُصلي، 

انتهي لأرمي نفسي علي سجادة الصلاة البنية اللون فرغم أهترائها تفرحني كل مرة 

انها شاهد علي محبتي لله امام نفسي الأمارة بالسوء،

مستلقياً انظر للسماء،

 أمرر أصابعي المبتلة من أثر الوضوء علي الشعيرات الناعمة والمتراصة بسجادة الصلاة  

كأنها بملمسها الناعم،ملمس جلد خيل عربي أصيل، 

أتذكر محاولاتي الأولي في تعلمي للصلاة واضعًا سجادة الصلاة فوق السرير بجوار امي 

لُاسمعها صوتي وانا أهمس سبح سبح سبح، بسرعة شديدة مثلما سمعت ابي يقولها ، 

لتنفجر امي ضاحكة مما اقول فتوضح لي بعد ذلك كيف نقول في الركوع و  في السجود، 

اتذكر كيف بعدما تعلمت ان الصلاة تُبارك وتزيد كل شئ ،

كنت أحضر ألعابي وكوب العصير النصف ممتلئ 

وأضعهم فوق سجادة الصلاة ظاناً بطفولتي ان ألعابي ستكبر و العصير سيزداد، 

أحببت في طفولتي حبي لسجادة صلاتي البنية فعلاقتي معها كالباب الذي اتوضأ لأطرقه 

ليفتح لي بعدها باب الحكاوي من قلبي إلي الله،

أول مرة أعترفت لله بحب طفولتي، كيف أخذت أحكي له عن كيف تشبه حورية البحر أريل 

و كيف انها تميل برقبتها نحو اليمين وهي تضحك ليميل قلبي معها،

كيف توسطت سجادتي لي أيضًا يوم ان رجعت باكيًا اشكو له وحدتي بعدم وجود أصدقاء لي 

وهي السجادة التي ودعت جدي بعد وفاته عليها ،

 أحب في رحلتي إرتباطي بالأشياء أصاحب الاشجار و ارافق البحر اتونس بسجادة صلاتي 

أحب كيف مهد الله لي المحبة في ابسط الاشياء من حولي


دُمت بخير صديقي القارئ ،

تعليقات