دودة ، سلحفاة و فراشة






قبل ان أصبح فراشة زرقاء كما تدعوني ابنة إحدي صديقاتي،

نظراً لاننا نكون انا وهي فريق الفراشات ،

الفراشة الزرقاء والفراشة الحمراء 

نوزع الحب علي الازهار ولا ندهس الزرع الاخضر ونلاعب القطط والكلاب،


قبل ذلك مرت علي طفولتي فترة كنت فيها دودة من فيلم الحاسة السابعة ، ومن سخرية القدر كنت أيضاً ابحث عن رياضة النينجا ، كانت هذه الفترة الزمنية مُلخصة في مشهد ان جميع زملائي يتدربون الكارتيه او كرة القدم، تصحبهم امهاتهم ثلاثة ايام في الاسبوع ،

بينما انا الذي لم يعرف أهلي يوماً عنوان مدرستي إلي يومنا هذا

اخذت ابحث عن نادي يعلم رياضة النينجا ، 

كنت أقضي اوقاتي بين سبيس تون و المشي في الشوارع بلا هدف ، 

متأثراً بمشاهدتي لأفلام الكارتون ، والحس المركزي بأني البطل في مشهد سينمائي كل يوم ،او ربما حبي للسلحفاة مايكل انچيلو من سلاحف النينجا في الاغلب نظراً لتشاركنا في حب البيتزا ، 


بعد مدة يومين من البحث تعثرت في نادي صغير لكمال الاجسام، 

بعد ان سألت صاحبه علي فرصة ان اجد تدريب لتلك الرياضة التي لم يعتاد أحد ان يسمع اسمها، ليصادف جلوس صديقه يقولي لي انه مُعلم نينجا رفيع المستوي،وقد أتي من القاهرة بعد أصابة اوقفت مسيرة أحترافية ، ومستعد لتدريبي بدون مال لمدة شهر شرط اذا أعجبني الوضع ان أنتظم في التمرين واكمل مسيرته التي لم يستطع ان يكملها، لم يهمني وقتها سوا انني سأصبح قادر علي لعب رياضة أخترتها بنفسي مثل زملائي في المدرسة، 

بعد ان كرهت رياضة الكاراتيه بسبب ابن عمي الاكبر الذي كان يُجرب في كل كاتة يتعلمها ، 

أكتشفت لاحقاً ان المُعلم كان يجمع بين رياضتي الجمباز والتايكوندو في تمريناته ،بعد أول شهر استحسن مني المعلم حربي التزام، 

لذا قرر ان يكافئني بمنحي حق اختيار سلاح لأتمرن به كنينجا، 

ولك ان تحزر معي ماذا اخترت عزيزي القارئ ؟نعم

سلاح مايكل انچيلو الننشاكو، 


في طابور الصباح لأول يوم في الترم الثاني،

تأخذ المدرسة مبادرة مدرستك بيتك الثاني،

وتجعل اول يوم هو يوم نظافة الحوش والفصول بأيدي طلابها،، 

هذه المبادرة ايضاً هي موعد ظهور رامبو و حاشيته،

فتي الاعدادية الراسب ابن مدير المدرسة ،

الذي يضع علي عاتقه ان يجعل اول يوم دراسي للمدرسة الابتدائية ساحة ليخرج فيه عقدة صغر عقله و جسمه الضخم بعصا غليظة كصولجان ملكي في يد مأمور سجن يأخذ بالدوران بين صفوف الطابور و رزع كل من تطوله يداه بالقفا ومن يقاوم يُسكته بالصولجان الغليظ فوق رأسه ليكتم صوت من ينطق خوفاً من ان يكتشف مدير المدرسة سادية ابنه،


كمقدم للاذاعة المدرسية كنت اقف دائمًا اول الطابور حتي تنتهي الاذاعة بالنشيد الوطني معلناً بدأ الفطور لاعضاء هيئة التدريس 

و مولد تنظيف الحوش للطلاب،


كطفل في التاسعة وقتها كنت أمر بلحظات اشبه بالكابتن ماجد و جوجو من دراغون بول وهو يكتشف قوته في محاربة الاشرار، 

اضع الننشاكو اسفل قميص المدرسة الازرق، 

مستعداً هذه المرة لطقوس رامبو وكرهه لفريق الاذاعة الذين يظنون نفسهم انيقين واذكياء،

بأقتراب رامبو علي فريق الاذاعة رازعاً كل منهم القفا السنوي، 

اخذت بفك قميصي من البنطال لأسهل استخراج الننشاكو، 

بقيِّ قفا واحد ويصل رامبو إلي قفايا، 

أُخرج الننشاكو مُعلناً التصدي للشرير من اجل الخير،

مع صرخة القتال التي علمني اياه المُعلم حربي ، 

وهي صرخة بروس لي الشهيرة،

لأخذ القفا المتين من رامبو، 

و بفعل فرق حجم كفه وحجم جسمي كله، أسقط علي الارض 

مثل دودة في فيلم الحاسة السابعة يأخذ الطابور كله في الضحك ،

من اثر صرخة الديك الرومي التي خرجت مني! 

تعليقات