حُب من أول كتاب - too good to be true
منذ مدة أستمعت إلي بودكاست بعنوان "حروف الرمل"
احدي حلقات بودكاست بُحب الذي أُحب،
عن قصة حبيبين جمعهما القراءة لكتاب يدعي "حروف الرمل" ،ذلك الحب الذي تتخيله في نفسك
كبطل للرواية وانت تقرأ كل كتاب.
الحب الذي تحلم به في الروايات الرومانسية.
تمازجت قصتهما بين الواقع وبين صفحات من الكتاب نفسه،
الامر الذي زرع الخوف في بطلي الحكاية.
نظراً لنهاية الكتاب المؤسفة من جهة،
ونظراً للخوف النابع من عدم تصديق التناغم والاُلفة
وفكرة ان تؤام الروح شئ خيالي ليكون حقيقي ،
يحكي البودكاست عن الخوف والصُدفة في الحب ،
صدفة قد تقابلها في العمر مرة مع شخص يُشبهك
إلي حد التطابق و قد تقابل وجه الكريم ولا تقابلها مرة اخري،
عن الرغبة في الهروب من القدر ، ليس القدر المكتوب ،
ولكن القدر المُتخيل في انفسنا ، عن فكرتنا المجروحة عن الحب الذي نظن ارواحنا نستحقه ،
التي تجعلنا نهرب أحياناً من المحبة الأصيلة،
خوف تحت عنوان "جيد للغاية لدرجة انه ليس حقيقي"
اثناء استماعي للبودكاست و أنا أسير ليلاً
في شوارع محطة الرمل الجانبية ، مررت بقرب بامرأة عجوز
تطل من شباكها ،بوجهها المضئ بفعل القمر التي تنظر اليه
واضعة كفيِّ يديهاعلي قطة نائمة بين ذراعيها ،
وبجانبها علي الشباك راديو قديم يصدر منه صوت فيروز
ليكمل تلك الليلة المُقمرة نشوة،
"أنا زارني طيفك بمنامي قبل ما أحبك،
طمعني بالوصل وسابني وأنا مشغول بك"
في أحدي جلسات العلاج النفسي
حدثتني طبيبتي زعيمة القطط عن الحجر الاساسي لأي علاقة لكي تدوم هي عمل واضح ومتواصل من الطرفين
من خلال تفكيك وتركيب عُقد عدم الأمان بداخلنا بلطف مُتبادل،
لطف تمرر به يدك علي ندوب من تحب ،
تُقبل به مواضع الالم الغائرة في روحه،
لأننا ببساطة شديدة
جميعنا خائفون منكسرون تملئنا العيوب من الداخل ،
لذلك يُعلن كلا منكما للأخر بوعي عن صفاته السامة
والمُتراكمة من أثر الماضي .
وأننا معاً بشجاعة سنحاول سوياً
مداواة ما يصعُب إصلاحه وحدنا
ويسهُل بقبولنا لبعض ولُنقصنا البشري.
شرط ذلك الأهم ان لا تهلك نفسك مع من لا يستحقك
ان لا تعمل كترس وحيد، فاليد الواحدة لا تسقف
وجناح واحد غير قادر علي الطيران.
من بعد الأيمان بهذه الفكرة تغير شئ ما بداخلي.
كمن اتسعت رؤيته مرة واحدة،
مثل ان مصطلح "جيد للغاية لدرجة انه ليس حقيقي"
مصطلح قد يكون مغلوط ،
فالعلاقة الحقيقية بذاتها اجمل من جيد للغاية،
اجمل في صدقها بحقيقتها ذاتها،
بقدرتها علي احتواء عيوبها الواقعية الشائبة في ظل تناغم من الأُلفة ،
بوضوحها المُطمئن للمخاوف القافزة من إنعدام الامان.
ينتهي البودكاست بنهاية تناسب قصة حبهما الروائية
ان يعودا بعد عشر سنوات ليغيروا نهاية الكتاب سوياً
تلحظ السيدة العجوز ابتسامتي من تلك النهاية
لتبتسم في وجهي بدفء ،
اكمل مسيرتي وقد علقت في بالي جملة قيلت:
"نهايتنا مش مهمة بَرشا،
المهمة هي جمال اللحظات اللي بنعيشها "
تعليقات
إرسال تعليق