اِجتِرار




 اهلاً صديقي الوحيد

اليوم وببداية محاولاتي اليائسة للعودة للكتابة بشغف ،

أثقب صدري بثقب صغير ، 

بعض الأحيان أحس بداخلي بنوع ما من الغاز 

كشعور الهيليوم ربما، إلا أنه لا يتصاعد لأعلي 

بل هو في أتفاق ضدي مع الجاذبية، 

يصرون معاً علي انحناء ظهري ،

بعض الأحيان يصبح هذا الغاز مشتعلاً ،

كتله هائلة من الفراغ المشتعل تحرق صدري يومياً،


اِجتِرار !،

الاِجتِرار ،هي طريقة أكل تقوم بها بعض من الثدييات، 

وهي معاودة استرجاع الاكل الغير مهضوم 

من اول المعدة الي الفم ليقوم بمضغه مرة اخري!، 

حتي اثناء وصفها تُصيبني بالغثيان 

لكني اراها اقرب وصف لما أمر به هذه الايام يمتلئ رأسي كله بمشهد واحد، فكرة واحدة، حالة مشاعرية ما 

يقوم بها صدري وعقلي، باسترجاع ذكري او حدث قديم 

لم نتخطاه بعد لنعيش مرارته مرة اخري، 

نُجدد شعور الالم في الصدر بسكين ثلمت بفعل مرور الزمن ، 

اكتب هذه الكلمات وعيناي تُمطر بالدموع 

كالوقود علي صدري المُشتعل.


مع أستكمالي للكتابة ،

يستحيل الثقب الصغير باباً كباب الطائرة حين يُكسر 

وهي في السماء فتفقد توازنها و يتساقط كل من بداخلها ،

يتساقط تركيزي في معاني الكلمات مع ازدياد ضغط الهواء،

ألعن حروف اللغة كاملة ، 

أكره جميع كلماتها 

التي لا تستطيع حتي ان تقترب من محاكاة مستوي الألم في صدري!


أنا الآن أسقط من تلك الطائرة بدون مظلة ، 


دموعي هي الأخري تتطاير لأعلي 

مكونة بعض السحب السوداء ،

أسمع الأرصاد الجوية تقول ان الفيصل بين نواة والاخري 

مهما كانت شدتها هو مدي استمراريتها بهطول الأمطار بدون توقف،

 أسقط من تلك الطائرة بدون توقف ،

و كل ما يشغل قلبي هو انه يريد الصراخ علي فقداني لنفسي  

تعليقات